الأحد، ٢٢ أبريل ٢٠٠٧

إعدام حب ---- قصة قصيرة



طفلة صغيرة لا تعي شيئاً من حولها غير اللعب والضحك والمرح, لا تفهم غير الحب في حضن أمها والأمان في عين أبيها.
كانت حبيبة طفلة جميلة رقيقة ذكية وهادئة لم يكن لها مثيل في أي من عائلة والدتها أو والدها. كان الجميع يحبونها منذ أن كانت تلك الطفلة حتى أصبحت فتاة شابة, كانت حبيبة شخصية ذكية وجذابة وأيضا متعلمة.. وتلك الصفات كانت تزيدها جمالاً وتجعلها مطلوبة من شباب حيها وزملاء الدراسة. مرت الأيام وبلغت حبيبة التاسعة عشر من عمرها وكثر عدد المتقدمين لطلب يدها وفي ذلك الوقت لم تكن الفتاة هي الوحيدة التي تتخذ القرار في اختيار زوج المستقبل بل كانت للأسرة دور كبير وكانت الأسرة قد اختارت لحبيبة شابًا جيدًا في نظرهم فقد كان ثريًا نوعًا ما ولكن لم يكن عمار هو الشاب المثالي الذي تود حبيبة الارتباط به، بل كانت متعلقة بابن خالتها إياد وهو أيضًا كان يحبها وكان قد سبق وتقدم لخطبتها ولكن الأهل رفضوا لأنهم رأوا أن إبنتهم لا يجب أن تغادر البلاد مهما كان لذلك من ميزات. أحست حبيبة بالحزن فقد تمنت كثيرا أن تتزوج من إياد وكادت أن تمسك النجم بيدها عندما علمت أنه تقدم لخطبتها وأنه يريدها لتصبح شريكته في الحياة القادمة كما تأكدت من أنه يحبها ويكن لها المشاعر الجميلة التي لطالما تمنت أن تعيشها وتحسها
.
كانت حبيبة تحب والدتها حبًا شديدًا ولا تستطيع إتخاذ أي قرار بدون مناقشتها وأخذ رأيها وكانت تطيع أوامرها بلا تفكير أو تردد, فقد كانت حبيبة قريبة جدًا من والدتها فهي الأبنه الكبرى لها والوحيدة التي أنجبتها بعد أولادها الصبية, وكانت حبيبة تثق أن لا أحد بالعالم كله سيحب لها الخير ويرشدها للطريق الصحيح إلا أمها, فقد تركت حبيبها إياد لأن والدتها كانت قد أقنعتها بذلك, فقد قالت لها: يا حبيبة أنت ابنتي الكبرى فإذا سافرت مع إياد فلن أستطيع أن أزورك وإذا طلبت رؤيتك قبل موتي فعندما تأتي إلي فسأكون قد مت ودفنت دون أن أراك وأن تودعيني, أثر هذا الكلام كثيرًا على فكر حبيبة وسيطر على عقلها حتى أنه تخلل إلي قلبها وجعلها تقارن وتفاضل بين حبها لأمها وحبها لأبن خالتها إياد مما جعلها تتراجع عن تمسكها بقرارها وزاد ذلك عندما قال لها أخوها الأكبر: يا حبيبة لن يدوم حب إياد لك أبدا بعد الزواج وسيسيء معاملتك ولن نستطيع حمايتك منه, وأنت أيضًا لن تستطيعي اللجوء إلينا وأنت بعيدة عنا.
كما قام أهلها بتهديدها بأنهم سينسوها ولن يزوروها أبدا وسيبتعدوا عنها للأبد, كانت حبيبة صغيرة في ذلك الوقت فلم تستطع أن تدافع عن حبها ولا أن تدرك أهمية ذلك الحب.
علم إياد رفض عائلة حبيبه له, ولكنه لم يفقد الأمل فذهب إلي حبيبة ليتحدث معها بنفسه بعد موافقة أهلها على ذلك وقال لها: إذا كنت توافقين أن تكوني زوجتي فقولي لي هذا الأن يا حبيبة ولا تعبأي بالأهل فأنا على أتم الاستعداد كي أحارب للفوز بك, وإذا كانوا قد ذكروا أنهم سيتخلوا عنك إذا وافقت على الارتباط بي فسأجعلهم يندمون على ذلك وسأجعلك ملكة لا تحتاجين لأحد منهم وسوف يتمنون رؤيتك والتودد لكي ينالوا رضاك, فأجيبيني الآن بكلمة واحدة إما نعم أو...
وسكت إياد ولكن حبيبة رفعت وجهها ونظرت إليه والدموع تملأ عينيها ثم قالت: لا..لا أستطيع, نظر إليها إياد وقال لها أنه سيسافر قريبا إلي الكويت وثم سكت وقال: ولكني سأعود مرة ثانية ولن أتخلى عنك أبدًا, وبعدها خرج إياد من منزل حبيبة وتركها ومن يومها لم يتقابلا ثانية فقد تركها كي تنساه فأبتعد عن حياتها.
وكانت حبيبة لا تستطيع عمل شيء فحالها كان كحال معظم بنات عصرها, فقد أجبرها أهلها على الزواج بعمار لأنه كان صديقا لأخاها الأكبر, مما جعلها توافق على الزواج منه وبالفعل تم عقد قران عمار وحبيبة وتم إقامة الحفل الساهر وظلت حبيبة بمنزل العائلة حتى يكمل عمار منزلهما ولكن حبيبة اكتشفت ما لم تتوقعه أبدًا, اكتشفت أن عمار كذب عليها كذبه كانت بنظره بريئة وإنما كانت بنظرها إثمًا فاحشًا فقد قال عمار لحبيبة أنه حاصل على شهادة عليا وأنه سيصبح ذو مركز مرموق في حين أنه لا يملك إلا شهادة الثانوية العامة والتي لن تؤهله للوصول إلي شيء.
لم يكن عمار يقصد أن يخدع حبيبة, فقد كان عمار يحب حبيبة حبًا شديدًا وخاف أن يخبرها بالحقيقة فلا توافق على الزواج منه ولم يكن عمار بكاذب فقد إلتحق فعلا بكلية التجارة بالجامعة ولكنه تم فصله بسبب ضبطه يغش عدة مرات. كانت هذه الكذبة صدمة لحبيبة فقد أحست في داخلها أن عمار لا يمكنها أن تكمل معه حياتها, فمن كذب مرة يمكن أن يكذب ويخدع ويخون ألف مرة, كانت حبيبة على علم بحب عمار الشديد لها ولكنها لم تفكر أن تسامحه خاصة بعد أن رفضه أهلها أيضًا. فقد أجبرها والدها وأعمامها على ترك عمار وأن تذهب هي بنفسها معهم إلي منزله لكي تطلب منه الطلاق والانفصال وعندما رفضت أن يكون المنزل الذي ستعيش فيه هو نفسه الذي ستخرج منه منفصلة عن زوجها قام أخوها بحبسها وضربها حتى وافقت أن تنفذ ما أرادوا وذات يوم وجدت حبيبة والدة عمار في منزلهم, فاندهشت حبيبة فقد تم الانفصال بالفعل بينها وبين عمار ولكنها قررت أن تجلس معها وتستمع إلي ما تريد قوله لها, قالت أم عمار: يا ابنتي أرجوك لا تحطمي قلب ولدي فهو يحبك حبًا جما ويبكي ليلاً ونهارًا منذ انفصالكما فعودي إليه, أنها دعوة أم إليك فلا ترديني مخزولة, فإذا كان ولدي قد كذب عليك فقد ندم كثيرًا وهو على إستعداد أن يفعل لك ما تريدين وأنا سوف أكتب لك منزلاً بإسمك غير أن أخوه عمار جميعهم ذو مراكز مرموقة وهذا ما يهم, فهم أعمام أولادك, فماذا تريدين أكثر من ذلك؟

شعرت حبيبة بالشفقة تجاه أم عمار وبدأت في البكاء ولكن حبيبة لم تستطع فعل شيء غير أن تخرج لتستشير والدتها بالأمر خاصة وإنها تعلم إن عمار شابا صالحا ويحبها وسيقدم لها العديد من المزايا, غير أنه سيخرجها من هذا المنزل الذي أصبح في نظر حبيبة كالسجن الكبير, قالت حبيبة لأمها: يا أمي إن والدة عمار ترجوني أن أعود إلي إبنها مرة أخرى, فهل لي أن اقبل هذا أم لا, نظرت أم حبيبة إلي إبنتها ورأت في عينيها الحنين والميل إلي الموافقة فقالت لها: لا يا حبيبة, فنظرت حبيبة إلي أمها وقالت: أيعني ذلك يا أمي أنك... فقاطعتها أمها قائلة: اذهبي إليها يا حبيبة وقولي لها لا.. أتصغين إلي.. قولي لا.إلتفتت حبيبة إلي الغرفة التي تنتظرها بها أم عمار وقد أحست بصعوبة الموقف فهي في نظر أم عمار إنسانه قاسية القلب فلم تكن أم عمار تعلم أن أهل حبيبة يرفضون عودتها إلي عمار خاصة عندما قالوا لها الأهل أن حبيبة هي التي ترفض وسمحوا لها برؤيتها والحديث معها, دخلت حبيبة الغرفة فنظرت أم عمار إليها وابتسمت وقالت لها: هل توافقين يا ابنتي, لكنها فوجئت بحبيبة تقترب منها وهي تحمل حقيبة فوضعتها على الطاولة ثم أخرجت منها صندوق صغير وقالت لها: يا أم عمار هذا هو مصاغي الذي أحضره لي عمار, وهنا أيضا بالحقيبة جميع الأشياء التي هاداني بها, فهمت السيدة أن حبيبة رفضت دعوتها وطلبها ونظرت إلي حبيبة بعين حزينة نظرة قاسية جعلت حبيبة تشعر بالخوف, ثم اتجهت ناحية باب الغرفة وهي تحمل الحقيبة وسارت حبيبه خلفها توصلها إلي الباب, وعندما وصلت السيدة إلي الباب إلتفتت إلي حبيبة وقالت لها بصوت هادئ تملاه الثقة: سينتقم الله لولدي منك وسيقتص منك شر قصاص, فقد رددتني الآن خائبة ولكن الله لن يردك أبدا رابحة, خرجت السيدة أم عمار من الغرفة وتركت منزل حبيبة وهي مكسورة الخاطر وجريحة الفؤاد فهي أم حزينة على ولدها الذي يواجه فشل حبه في بداية حياته.
ظلت حبيبة واقفة بمفردها في تلك الغرفة فقد جعلتها تلك الدعوة تثبت في مكانها دون حراك, ووضعتها في صراع داخلي فهي الظالمة والمظلومة في الوقت ذاته, ظلت حبيبة على هذا الحال حتى سمعت صوت أمها تناديها, فخرجت مسرعة لتساعد أمها ولتطمئنها بأنها فعلت ما تريده, بقى الحال كما هو عليه ومرت الأيام والشهور. وبلغت حبيبة الحادية والعشرون من عمرها وبدأت تفكر فيما حدث لها, قررت حبيبة أن تتحدى الجميع وأن تختار هي شريك حياتها بنفسها فوافقت على أول من تقدم لها بعد عمار, كان ذلك الشاب عن طريق زميلة لها بالعمل وكان يدعى راجي وهو أخًا لزميلتها, لم يكن راجي بالشاب الوسيم أو الثري الذي تتمناه أي أسره أو تعجب به أي فتاة, ولكن حبيبة صممت أن ترتبط بهذا الشاب ظنًا منها أنها بإتخاذها القرار ستنتصر على كل من دمروا حياتها وحرموها من الحب الذي تمنت أن تحسه دائما, ولكنها لم تكن تدري ما يخبئه لها القدر. أما أهل حبيبة فقد رفضوا في البداية وياليتهم أصروا على ذلك.
ولكنهم وافقوا عندما وجدوا حبيبة تعتبر الموضوع نوعا من التحدى أو أنه أشبه بالحرب التي يجب أن تكون هي المنتصرة فيها وتم خطبتها, أما إياد فقد علم بأن حبيبة قد انفصلت عن عمار فعاد من سفره سريعًا وجاء مرة أخرى يتقدم لخطبتها ولكن الحظ لم يكن حليفًا لحبيبة ولم يساندها القدر, فعندما عاد إياد علم أنها قد تم خطبتها على راجي فسافر ثانية, علمت حبيبة أن إياد كان سيعود لخطبتها لولا علمه بارتباطها, ندمت حبيبة كثيرا على موافقتها على راجي ولكن هيهات أن يرجع الندم ما فات, في هذه المرة لم تدمع عين حبيبة وإنما بكى قلبها وانقبض قلب حبيبة إنقباضة قوية, وأحست حبيبة أن هذا القلب لن ينقبض ثانية أبدا إلا للحزن على حب إياد وعاهدت نفسها أن يظل هذا القلب ينبض بحبه فقط طوال حياتها حتى وإن أطمئنت لشخص آخر إلا إذا كان أولادها.
أما راجي فلم يكن شابا رومانسيًا رغم أنهم كانوا في فترة الخطوبة وهي أجمل فترة يمر الخطيبان بها قبل أن يجمعهما منزلا واحد.
مرت فترة الخطوبة ولم تخرج حبيبة مع راجي أبدا, كما أنه لم يكلمها كلاما رومانسيا يدل على الحب أو الاعجاب ولا مرة واحدة, ولكن الأمل كان يملأ حبيبه فقد كانت ترى أن راجي إنسانا غامضا وكانت تكذب إحساسها الذي يقول لها أنه أنانيًا باردا, فكانت تأمل أن يعم الحب بينهما بعد الزواج, كما أنها اعتبرته منقذا سيأخذها من قصر الهموم والأحزان الذي تحيا فيه.
اقترب موعد الزفاف وأحست حبيبة بالخوف فهي لم تستطع التعرف على شخصية راجي جيدا خلال فترة الخطوبة التي دامت عامان ولكنها رأت أن التراجع خاصة في هذه شيء خاطئ وسيدر عليها العديد من المشكلات التي هي بغنى عنها. كما أنها لم ترى حجة تجعل بها راجي غير مرغوبا به, كما أنها قد بلغت الثالثة والعشرون من عمرها فإن لم تتزوج هذه المرة فلن تتزوج أبدا كما أنها ستصبح منبوذة من أهلها ومن الناس.
وأخيرًا أتى اليوم الذي تنتظره كل أم وتفرح به كل فتاة وتم عقد قران حبيبة على راجي وبعد إنتهاء الحفل أخذ العريس عروسه إلي منزلهما, دخل العروسان وأغلق راجي الباب, كانت أول مرة تخرج فيها حبيبة من منزل والديها وتذهب لمنزل آخر, كما أنها الآن مع رجل غريب عنها لا يربطها به غير عقد تم تسجيله عند مآذون, توترت حبيبة وارتبكت كثيرا ولكنها نظرت إلي راجي وتوقعت منه كلمة حب تساعدها على الخروج من تلك الحالة, ولكنها فوجئت بقول غريب.. فأول ما قاله العريس لعروسه في ليلة العمر: غرفة النوم آخر الردهة يمينا فاذهبي وبدلي ملابسك ثم جهزي لنا العشاء لأني جائع ولم أكل شيئا منذ الصباح فقد كنت أكمل ما تبقى في منزلنا.
شعرت حبيبه بخيبة الأمل والحزن وعلمت أنها كانت على حق فلن تستطيع أبدًا أن تحب راجي وأنه ليس على استعداد أن يحب شخصًا آخر غير نفسه, نفذت حبيبة ما طلبه منها زوجها وأعدت العشاء فجلس وأكل وحده بعد أن دعاها ولكنها كانت خجولة فرفضت أن تآكل وذهبت للنوم.
وفي الصباح استيقظ راجي مبكرا فجهز طعام الإفطار وتناوله وحده وترك حبيبة نائمة وعندما استيقظت حبيبة ووجدته قد تناول الطعام من دونها اندهشت وسألته لماذا لم توقظني كي أعد لك الإفطار لنفطر سويا, فأجابها قائلا: لم أرد أن أقلقك. أدركت حبيبة أن هذا الإنسان بارد المشاعر, متبلد الأحاسيس, لا يوجد في قلبه مكان للحب فهو حتى لا يهتم إذا كانت قد آكلت معه أم لا. عاشت حبيبة مع راجي حياة جافة, ومرت الشهور وهي لا ترى من راجي أي مشاعر نحوها, ولا تشعر بالراحة مع آهله فهم لم يحبونها يومًا وكانوا يعاملونها معاملة ليست جيدة ولكنها كانت تعامل الجميع بنية صافيه وتكرم الضيف, فلم تعرف شيئا عن الخبث واللؤم فلم تكن يومًا تكره أحدا أو تكن لآخر الشر.
كانت حبيبة تحظى ببعض اللحظات السعيدة مع صديقاتها في العمل فكان يخرجن سويًا ويتنزهن, ولكنها أحست بالسعادة الكبرى حين علمت من الطبيبة أنها حامل, وشعرت بداخلها أن هذا الطفل سيكون من تعيش لأجله وربما هو من يحسن العلاقة بينها وبين زوجها راجي, علم راجي بالخبر ولكن راجي لم يكن بالزوج المسئول فلم يهتم بسؤالها يوما عن صحتها وصحة الطفل, كما أنه لم يذهب معها إلي الطبيبة أبدا ليطمئن عليها, حاولت حبيبة جاهدة أن توفر لذلك الطفل أجمل حياة فكانت تدخر من راتبها من وراء زوجها لتحضر الملابس الجميلة والألعاب الممتعة فقد كان يمنعها دائما من صرف المال في الأشياء التي لا تهم بنظره, فكانت تدخر من ورائه لتشتري لطفلها ما يحتاج وتقول له أن هذه الأشياء هدايا من أمها وعمتها وهكذا.. أما راجي فكان كل ما يهمه ألا تطلب منه حبيبة المال لأي سبب.
مرت الشهور وأنجبت حبيبة وكانت في غاية السعادة حين علمت أنها وضعت طفله. علم راجي ذلك وفرح أيضًا, ولكن فرحته لم تكن في مثل فرحة حبيبة فقد أحست أن الله عوضها بتلك الطفلة حتى تكون صديقتها وأنيستها ولكي تربيها وتعلمها وتعطيها ما لم تستطع هي أن تأخذه, تم تسمية الطفلة ميار ثم قام أهل حبيبة بذبح الذبائح وإقامة العقيقة والسبوع للطفلة ودعا لها الجميع أن يحفظها الله ويحميها
.
كانت ميار جميلة وذكية منذ أن كانت طفله في شهرها السابع فقد كانت تمكن من المشي والكلام والتعرف على الأشخاص, ولكن ميار مرضت فجأة مرضًا شديدًا وكانت على وشك الموت فحرارتها مرتفعه لا تنخفض, لا تآكل ولا تشرب ولا يمكنها أن تأخذ دواءًا فهي طفلة لم تكمل العام بعد.
حزن الجميع على ميار وبكت حبيبة بكاءًا مريرًا وقلقت على إبنتها فهي الأمل الوحيد الذي تعيش من أجله وظلت تدعي لها ليلا ونهارًا وتقبل الله دعائها فبرغم مرض ميار الشديد إلا أنها تحسنت بإذن الله ثم أتمت العلاج حتى شفيت تمامًا وأصبحت في أحسن حال.
كانت ميار تكبر يومًا بعد يوم أمام عين أمها حبيبة وكل يوم يزداد فرح حبيبة بها, وأملها فيها, دخلت ميار المدرسة وكانت تلميذة متفوقة يعرفها جميع العاملون بهيئة التدريس بالمدرسة بينما كانت العلاقة بين راجي وحبيبة تزداد سوءًا, مما جعل حبيبة تشعر بالضيق فلا تحسن معاملة أحد حتى ابنتها ميار والتي كانت في ذلك الوقت قد انتقلت إلي المرحلة الإعدادية. لم تدرك ميار قدر الضغوط النفسية التي تمر بها والدتها, وكل ما كانت تفهمه هي أنها ليست على علاقة جيدة بأمها, فكانت دائمًا تلجأ لأبيها كي تقص وتحكي له ما تواجهه من مشكلات فيساعدها على حلها. كانت ميار تخاف من أمها كثيرا فلا تقترب منها ولا تتحدث معها, وكانت حبيبة والدة ميار لا تستطيع التحدث إلي ابنتها بما بداخلها وما تعانيه فهي لا تزال فتاة صغيرة ولا يمكنها تحمل المسؤولية.
ومرت الأيام والشهور والعلاقة تزداد سوءًا بين الفتاة وأمها حتى أنهت ميار المرحلة الإعدادية وكعادتها حصلت على الشهادة بتفوق وتمكنت من الالتحاق بالمرحلة الثانوية, وكانت قد كبرت ووصلت لسن يمكنها فيه من الإدراك والتمييز بين المشاعر وبين الأشخاص, فأحست ميار أن والدتها تحبها كثيرًا وأن والدها لا يعامل والدتها معاملة تدل على الحب فكل ما كان بينهم هو عشرة ومودة, كان كل ما يشغل راجي أن يجمع ما تحصل عليه حبيبة من مال وأن يوفر ما يريده من طعام لكي يحيا حتى ولو ليوم واحد فقط, لم يشغل باله أن يوفر لابنته الحياة المترفة رغم أنه كان يستطيع العمل لتحقيق ذلك, فهو لا يزال رجلاً في كامل صحته, ولكنه كان لا يشغل باله ولا يتعب صحته فكان يعتمد على راتب حبيبة حتى يكمل ما ينقصهم من أشياء يريدونها ولكي يحيوا حياة عادية متوسطة الحال, لاحظت ميار ذلك وحاولت أن تتقرب إلي والدتها خاصة أنها كانت في حاجة إليها في سنها هذا.
وعندما وجدت حبيبة أن ميار تريد التقرب منها والتحدث إليها فرحت بذلك فدائما ما تمنت حبيبة أن تصبح إبنتها هي صديقتها التي تحكي لها همومها وما يشغل بالها من أفكار وما يواجهها في الحياة من مشكلات, خاصة أن حبيبة كانت قد افتقدت صديقاتها اللآتي كانت دائما تتحدث إليهن وتسعد بوقتها معهن, وكل منهن انشغلت بحياتها الخاصة عن الأخرى. قررت حبيبة ألا تبتعد عن ابنتها أكثر من ذلك, ذهبت حبيبة وميار إلي الشرفة فكانت هي المكان المفضل لديهما حيث يستطيعا أن يتحدثًا في كل ما يشغلهما ويعوضا معا ما إفتقداه وكل منهما بعيدة عن الأخرى, روت حبيبة لابنتها كل شيء عن حياتها واتخذتها صديقتها فقد كانت ميار فتاة ذكية يسبق تفكيرها سنها, وبعد أن عرفت ميار كل شيء عن حياة والدتها وما تتحمله من عناء مع والدها حتى تعيش هي وأخوانها سعيدة لا ينقصها شيء.
كانت ميار أيضا تقص المشاكل التي تواجهها لأمها فقد حدثت لميار مشكلة جعلتها تنظر للحياة نظرة قاتمة, كانت ميار على علاقة بإنسانة اعتبرتها صديقتها الوحيدة فكانت تحكي لها عن كل شيء وعندما شعرت تلك الصديقة أن ميار تميل إلي إقامة صداقة مع فتاة أخرى غيرها حاولت أن توقع بين ميار وبين تلك الفتاة الآخرى, وحدث ما لم تتوقع ميار فقد صدقت الفتاة الآخرى كل ما قالته صديقة ميار عنها وابتعدت عن ميار, حزنت ميار حزنًا شديدًا ولولا اقترابها من أمها لما تعدت هذه المحنة, فقد ساعدتها أمها على أن تنسى هؤلاء الفتيات وأقنعتها بأنهم لا يستحقون البكاء ولا الحزن من أجلهم. كبرت ميار وأنهت المرحلة الثانوية وإلتحقت بالجامعة, فرحت حبيبة كثيرًا بإبنتها ميار وأحست إن الله سيبلغها ما تريد وفرح إخوة ميار بنجاح أختهم الكبرى, وتمنوا أن ينهوا دراستهم أيضًا في المرحلة الثانوية بمجموع يؤهلهم للالتحاق بما يتمنون من الكليات المرموقة, وفرحت ميار وتمنت النجاح للجميع في كل مراحلهم العمرية والدراسية.
أصبحت ميار شابه ذكية, جميلة, ومتميزة سعيدة بدراستها في الجامعة وبأصدقائها وزملائها الجدد, بينما ظلت حبيبة تعيش مع زوجها راجي وكل ما تتمناه في الحياة أن يحيا أولادها حياة سعيدة وأن تحصل ابنتها ميار على الحب وعلى كل ما لم تستطع هي أن تحصل عليه, وبقت حبيبة تنتظر لقائها بحبيبها إياد وتمنت أن تراه وأن تحيا معه ولو للحظة واحدة في حب وسعادة قبل أن تنتهي حياتها فهي لن تنساه ولو ليوم واحد منذ تركها وتركته حتى وإن كان هو قد نساها, كانت تندم كل يوم لأنها أطاعت أهلها في مسألة مصيرية وعاهدت نفسها أن تساعد ابنتها ميار على إختيار الشخص المناسب الذي يحبها وتحبه حتى لا تحيا حياة حزينة كما تحياها هي.
أما إياد فقد تزوج من إمرأة أخري وأنجب أولادًا وكان هو أيضا يتمنى لقاء حبيبة ليخبرها أنه لن يحب يوما إمرأة غيرها وأنه سيظل دائمًا يتذكرها حتى آخر يوم.
وهكذا الآن يعيش الحبيبان إياد و حبيبة وكل منهم يكمل رسالته بتربية أولاده ويتمنوا ألا يحدث ما حدث لهم لأحباب آخرون وأن يتمكن كل إنسان من إتخاذ قراره بنفسه دون ضغوط أو تهديد.

الكاتبة
رغــــــدة عـــــماد

الاثنين، ١٦ أبريل ٢٠٠٧

HORIZON'S NOKAT أضحك مع أسرة الأفق







- مرة واحد أسكندرانى نزل في محطة الرمل رجله غرزت.
- واحد صعيدي كسب 60 مليون دولار إشترى رونالدو.
- أيام الرسائل عن طريق الحمام الزاجل: واحد بعت طير لصديق له ولما وصل الطير بص الصديق على رجل الطير ما لقاش ورقة او رسالة فلما شاف صديقه اللي بعت له الطير من غير رسالة سألوه ايه قصة الطير اللي مافيش برجله رسالة بعتوا ليه ؟ قام قال له اصلي بعتلك مسد كول.
- مرة واحد كل لما يعدى من شارع يشوف واحد بيشرب سجارتين فساله : ليه كل لما اعدى من هنا اشوفك بتشرب سجارتين؟ قاله: اصل انا كان ليه واحد صاحبى متعودين انو احنا نشرب سجاير هنا وصاحبى ده سافر فانا بشربلى وبشربله.. بعدها بفترة صاحبنا ده عدا شافه بيشرب سجارة واحده فقاله انت بتشرب سجارة واحده ليه؟ قاله: اصل انا بطلت سجاير.
- سواق تاكسى دخل ينام مراتة قفلت علية الباب ندهلها وقالها افتحى الباب واقفلية تانى.
- واحد حب يعمل فهلوى قال انا هاصطاد بالموسيقى راح الغابة اول يوم وقعد يعزف يعزف جت النمور جنبه ونامت راح ماسكها وحطها فى الاقفاص تانى يوم عمل نفس الحكاية واصطاد غزلان ثالث يوم شاف اسد قال لازم اصطاده النهارده راح قعد يعزف يعزف والاسد راح هاجم عليه المهم الاسد اكل صاحبنا ده فكان فيه اتنين نسانيس على الشجرة واحد قال للثانى مش قلت لك مسيره هيجيله الأسد الأطرش.
- واحد بلدياتنا عمل 2 إيميل، واحد دوت كوم للشتاء وواحد نص كوم للصيف.
- واحد بلدياتنا رجع من امريكا قاعد بيحكي لأبوه وأمه الحاجات الغريبة اللى شافها،، دانا شفت هناك واحد وقع من فوق عمارة طويييلة.. قعد ثلاث ايام لحد ما وصل الأرضأمه سألته: طيب مات ؟؟ ابوه رد عليها: ثلاث أيام لا يأكل ولا يشرب .. أكيد يموت!
- مدرس رياضيات اتجوز مدرسة رياضيات انجبوا طفل متساوى الساقين.
- مره واحد عداه العيب اخد الي بعده.
- واحد فاتح محل سمك ابنة مات فقال كان لسة صاحى وبيلعب.
- مره واحد بيقول لصحبه انامراتى زى الملاك قاله يا بختك انا مراتى لسه عايشه.
- مره واحد ركب اوتوبيس شاف واحده قاعده راح بصلها فبصتله , ضحكلها ضحكتلو غمزلها غمزتلو راح شاورلها على المحطه , فنزلت ....راح قعد مكانها.
- واحد جاب دش كبير اوي و حطة علي سطح البيت عندة,خاف علية لحد يسرقة فنزل الشارع وقال للناس محدش يطلع السطح علشان جاب كلب كبير قوي فوق.و بعدين اتنين اخدهم الفضول فواحد قال للتاني تعرف تطلع؟قالوا اة اعرف...طلع و لما نزل كان خايف فصحبة قالة شوفت الكلب؟قالو لا بس شقت الطبق اللي بياكل فيه.
- اتنين مساطيل حبوا يسرقوا عماره فقالوا لبعض احنا ناخد العمارة بعيد ونسرقها براحتنا ، فقلعوا الهدوم وقعدوا يزقوا فى العمارة يزقوا ، جه واحد من وراهم وسرق الهدوم ، فواحد منهم بص ورا ملقاش الهدوم فقال له كفاية كده احنا بعدنا أوى.